للفوز بليلة القدر، ليلة القدر كما وصفها الله عز وجل أنها ليلة خير من ألف شهر ، أى أن عبادة هذه الليلة المباركة تعادل عبادة أربعة وثمانون عامًا.
ولذلك يجب علينا جميعًا ألا نضيع هذه الفرصة الثمينة، فليلة القدر ما هى إلا ساعات معدودة، تبدأ من بعد صلاة المغرب وحتى صلاة الفجر. أجر العبادة فيها قد يكون أكثر من عمر الإنسان.
فيجب اغتنامها جيدًا، وعدم تضييع أى دقيقة فيها، فالدقيقة فيها تعادل عبادة سنوات، فهنيئًا لمن اغتنمها وفاز بها، و الخاسر كل الخسران من استهان بها وضيعها.
كيفية الفوز بليلة القدر
تزامنًا مع حلول العشر الأواخر من شهر رمضان، قدمت دار الإفتاء المصرية عدة وصايا، عبر صفحتها على فيسبوك، فى كيفية إحياء هذه الليلة المباركة، وذلك للفوز بليلة القدر.
- أولًا يجب تجديد التوبة والاستغفار، وذلك لأن الذنوب تحرم الإنسان من التوفيق للطاعة. وكما يحب تجديد التوبة استعدادًا لشهر رمضان، كذلك يجب تجديد التوبة مع قدوم العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك.
- يجب أن يكون الإنسان فى هذه الليلة المباركة دائم الذكر لا ينقطع، لا سيما الاستغفار.
- كذلك يجب الاستغفار للمؤمنين والمؤمنات بدعاء “رب اغفر لى و لوالدي وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الاحياء منهم والاموات”، فقد ورد أن من قالها له أجر كل المسلمين والمسلمات الاحياء منهم والاموات.
- قراءة ما تيسر من القرآن.
- كثرة الدعاء إلى الله عز وجل بخيرى الدنيا والاخرة. مع الحرص على قول الأدعية المأثورة فى الكتاب والسنة؛ لأنها تجمع بين خيري الدنيا والآخرة.
- الإصرار والإلحاد فى الدعاء، مع اليقين فى الله باستجابته.
- عدم الإكثار من الطعام والشراب فى هذه الليلة المباركة؛ لأن كثرة الطعام تورث الشخص الخمول والنوم وعدم القدرة على الطاعة.
- يجب شكر الله وحمده أن وفقه لحضور هذه الليلة المباركة، هذا بالإضافة إلى الدعاء بالفوز بها.
- كثرة الدعاء إلى الله والتضرع إليه، مع إطالة السجود؛ فهو أقرب ما يكون العبد من ربه، كما أنه يغفر الذنوب. فقد قال صلي الله عليه وسلم «وظهورُكم ثقيلةٌ من أوزارِكم فخفِّفوها عنها بطولِ سجودِكم».
- التصدق فى هذه الليلة المباركة؛ فالصدقة فيها تعادل صدقة أربعة وثمانون عامًا.
- دعاء الله عز وجل بالعتق من النيران؛ فالله عز وجل فى كل ليلة من ليالى رمضان عتقاء من النار، فيجب الحرص على أن تكون واحدًا منهم.
- الدعاء للزوج و الزوجة والأولاد بصلاح الحال وتيسير الأمور.
- الإخلاص فى العبادة وحضور القلب، فالله عز وجل لا يقبل من قلب لاه، فيجب التركيز على الكيفية لا الكمية وذلك للفوز بليلة القدر.
فضل ليلة القدر
ليلة القدر كما وصفها الله عز وجل فى القران أنها ليلة خير من ألف شهر.
وقد وردت كثير من الأحاديث التى توضح فضلها:-
- نزول الملائكة فيها ومعهم سيدنا جبريل؛ فقال صلي الله عليه وسلم ليلةُ القدْرِ ليلةٌ سابعةٌ، أو تاسِعةٌ وعِشرِينَ، إنَّ الملائِكةَ تلْكَ الليلةَ في الأرْضِ أكثَرُ من عدد الحصي”
- مغفرة الذنوب. فقد قال صلي الله عليه وسلم “من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه”
كما حذرنا النبي صلى الله عليه وسلم عن الغفلة عن فضل هذه الليلة وإهمال إحيائها، لما فيها من الخير العظيم والأجر الكبير. فقال صلي الله عليه وسلم “إن هذا الشهر قد حضركم، وفيه ليلة خير من ألف شهر، من حُرِمَها فقد حُرِم الخيرَ كله، ولا يُحرم خيرها إلا محروم”. ولذلك يجب على المسلم أن يشحذ همته والاجتهاد في العبادة وذلك للفوز بليلة القدر.
ما هو الدعاء المستحب فى ليلة القدر
عن عائشة _رضي الله عنها_ قالت: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ وَافَقْتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ، بِمَ أَدْعُو؟ قَالَ: «قُولِي: اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي» أخرجه الترمذي وصححه.
اللهمَّ إني أسألُك العفوَ والعافيةَ، في الدنيا والآخرةِ، اللهمَّ إني أسألُك العفوَ والعافيةَ، في دِيني ودنيايَ وأهلي ومالي، اللهمَّ استُرْ عوراتي، وآمِنْ روعاتي، واحفظني من بين يدي، ومن خلفي، وعن يميني، وعن شمالي، ومن فوقي، وأعوذُ بك أن أُغْتَالَ من تحتي.
اللَّهُمَّ اجْعَلْ لي في قَلْبِي نُورًا، وفي لِسَانِي نُورًا، وفي سَمْعِي نُورًا، وفي بَصَرِي نُورًا، وَمِنْ فَوْقِي نُورًا، وَمِنْ تَحْتي نُورًا، وَعَنْ يَمِينِي نُورًا، وَعَنْ شِمَالِي نُورًا، وَمِنْ بَيْنِ يَدَيَّ نُورًا، وَمِنْ خَلْفِي نُورًا، وَاجْعَلْ في نَفْسِي نُورًا، وَأَعْظِمْ لي نُورًا.
اللَّهمَّ إنِّي عَبدُك، وابنُ عبدِك، وابنُ أمتِك، ناصِيَتي بيدِكَ، ماضٍ فيَّ حكمُكَ، عدْلٌ فيَّ قضاؤكَ، أسألُكَ بكلِّ اسمٍ هوَ لكَ سمَّيتَ بهِ نفسَك، أو أنزلْتَه في كتابِكَ، أو علَّمتَه أحدًا من خلقِك، أو استأثرتَ بهِ في علمِ الغيبِ عندَك، أن تجعلَ القُرآنَ ربيعَ قلبي، ونورَ صَدري، وجَلاءَ حَزَني، وذَهابَ هَمِّي.
وهناك الكثير من الأدعية المأثورة فى الكتاب والسنة، هذا بجانب أن يدعو الإنسان لنفسه من خير الدنيا.
ما هى علامات ليلة القدر 2023
قال النبي صلى الله عليه وسلم “إنَّ أمارة ليلةِ القدر أنها صافيةٌ بلجةٌ، كأن فيها قمرًا ساطعًا، ساكنة ضاحيةً لا بَرْدَ فيها ولا حَرَّ، ولا يحلُّ لكوكبٍ أن يُرمى به فيها حتى يصبِحَ، وإن أمارتَها أن الشمس صبيحتَها تخرج مستويةً ليس لها شعاعٌ، مثل القمَرِ البَدرِ، لا يحِلُّ للشيطان أن يخرج معها يومئذ”
متى موعد ليلة القدر 2023
اتفق العلماء على أنها فى العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك. لقول النبي صلى الله عليه وسلم.” تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان “.
ولكن ذكر البعض أنها فى الليالي الوترية، لما ورد عن أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم، خرج إليهم صبيحة عشرين فخطبهم، وقال: “إني أريت ليلة القدر ثم أنسيتها – أو نسيتها – فالتمسوها في العشر الأواخر، في الوتر”.
ومنهم من قال أنها فى السبع الآواخر من رمضان، فعن ابن عمر: أن رجالاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أروا ليلة القدر في المنام، في السبع الأواخر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أرى رؤياكم قد تواطأت (أي توافقت) في السبع الأواخر، فمن كان متحريها، فليتحرها في السبع الأواخر”.
ومنهم من قال أنها ليلة السابع والعشرين من رمضان. وذلك لما روى أحمد – بإسناد صحيح- عن ابن عمر – رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ” من كان متحريها فليتحرها ليلة السابع والعشرين”
ورأي أبي بن كعب وابن عباس من الصحابة رضي الله عنهم أنها ليلة السابع والعشرين من رمضان، وكان أُبَىّ يحلف على ذلك لعلامات رآها.
ولكن قال بعض أهل العلم أن ليلة القدر غير ثابتة؛ فهى تختلف كل عام. ولذلك يجب على المسلم أن يجتهد فى العشر الأواخر من رمضان جميعا، بدون تفضيل ليلة عن آخري، أو إهمال أى ليلة. وذلك للفوز بليلة القدر.